
زيارة علمية لطلبة جامعة بسكرة
4 مايو 2025التراث في قلب التكنولوجيا: حوصلة الملتقى الدولي حول تثمين السياحة الثقافية والطبيعية في الأقاليم المعرضة للخطر
في الفترة الممتدة من 12 إلى 14 ماي 2025، احتضن مركز البحث في تهيئة الإقليم فعاليات الملتقى الدولي الموسوم بـ: “التقنيات المتقدمة لتثمين والترويج لسياحة التراث الثقافي والطبيعي في الأقاليم المعرضة للخطر“.
جاء تنظيم هذا الملتقى استجابةً للتحديات المتزايدة التي تواجه التراث الثقافي والطبيعي في العديد من المناطق المعرضة للخطر، وسعيًا نحو استكشاف آفاق جديدة للترويج السياحي عبر التقنيات الحديثة. وقد أشرف على افتتاح الملتقى البروفيسور شوقي بن عباس، مدير المركز، بحضور البروفيسور أحمد بوراس مدير جامعة قسنطينة 1، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والولائية، وممثلين عن مديريات الثقافة، السياحة، المجاهدين، ومصالح الجيش والدرك الوطني، بالإضافة إلى فاعلين في المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام.
مداخلات علمية دولية ورؤى متعددة التخصصات
عرف اليوم الثاني والثالث من الملتقى مداخلات علمية نوعية لباحثين وخبراء من دول عربية وأوروبية وإفريقية، ناقشوا مواضيع تتقاطع بين العمارة، التراث، البيئة، القانون، والتكنولوجيا. وقد شكل هذا الحدث منصة حقيقية لتبادل الرؤى بين الجيل الأكاديمي المتمرس والباحثين الشباب.
تفصيل الورشات التطبيقية:
ضمن برمجة الملتقى، تم تنظيم أربع ورشات تطبيقية علمية عرفت مشاركة فعالة من الباحثين والأساتذة والخبراء من داخل الجزائر وخارجها. وقد عُقدت هذه الورشات على مدار يومي 13 و14 ماي 2025، وغطت المواضيع التالية:
🔹 الورشة 1: التراث الثقافي والطبيعي كرافعة للتنمية الإقليمية المستدامة
Cultural and Natural Heritage as a Lever for Sustainable Regional Development
تناولت الورشة سبل دمج التراث في الاستراتيجيات التنموية المحلية، من خلال مشاريع سياحية مستدامة تشرك المجتمعات المحلية وتوفر فرص عمل مع الحفاظ على الموروث. شهدت الورشة عرض تجارب رائدة من تونس، وإيطاليا، مع حوار تفاعلي حول كيفية نقل هذه التجارب إلى السياق الجزائري.
🔹 الورشة 2: المخاطر الكامنة في المناطق التراثية الثقافية والطبيعية
Risks Inherent in Cultural and Natural Areas
ناقشت الورشة أهم التهديدات التي تواجه المواقع التراثية، منها التغير المناخي، التوسع العمراني، والإهمال، مع تحليل ميداني لعدة مواقع جزائرية، أبرزها المعالم الرومانية في قسنطينة. كما خرج المشاركون بتوصيات حول تعزيز الإطار القانوني والتقني للحفاظ على هذه الثروات.
🔹 الورشة 3: التقنيات المتقدمة لتعزيز جاذبية التراث الثقافي والطبيعي
Advanced Technologies to Enhance the Attractiveness and Tourism Potential of Cultural and Natural Heritage
استعرضت هذه الورشة أدوات وتطبيقات متقدمة مثل المسح ثلاثي الأبعاد، النمذجة الرقمية، الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي. وتم تقديم مشروع متميز لباحثي المركز يوظف الذكاء الاصطناعي لتوثيق معلم أثري روماني في مدينة قسنطينة. كما ناقش الحاضرون إمكانية تحويل هذه الابتكارات إلى منتجات سياحية رقمية تفاعلية.
🔹 الورشة 4: تطبيق التقنيات الحديثة لحماية وإدارة المخاطر المرتبطة بالتراث
Applying Advanced Technologies to Safeguard and Manage Heritage-Related Risks
ركزت هذه الورشة على استخدام الأدوات التكنولوجية لرصد وتحليل التهديدات التي تواجه المواقع التراثية، من خلال تقنيات الاستشعار عن بعد، الخرائط الذكية، وأنظمة التنبؤ بالمخاطر. وناقش المشاركون سبل إدماج هذه الأدوات ضمن مشاريع حماية طويلة المدى.
اليوم الختامي: تكريم وتوصيات
شهد اليوم الختامي أجواءً احتفالية علمية بحضور شخصيات مرموقة كالبروفيسور منير بوشناقي والبروفيسور فوزي دوماز، وتم تكريم المتدخلين بشهادات تقدير وامتنان، كما خلُص الملتقى إلى جملة من التوصيات الهامة لتعزيز التعاون البحثي في مجالات تثمين التراث وتوظيف التكنولوجيا في خدمته.
الرسالة الختامية للملتقى: الاحترافية في التنظيم، التنوع في الفعاليات، والانفتاح على الشراكة الدولية، هي ركائز النجاح المتجدد الذي أبان عنه مركز البحث في تهيئة الإقليم في هذا الحدث الدولي العلمي الوازن.